أول تسجيل موسيقي في التاريخ… لحظة غيّرت شكل الفن للأبد

في مثل هذا اليوم، 29 يونيو 1888، شهد العالم لحظة فارقة في تاريخ الفن، حين تم تسجيل أول مقطع موسيقي في التاريخ باستخدام تقنية الأسطوانة الشمعية التي طوّرها المخترع الأمريكي توماس إديسون.

التسجيل تم داخل قاعة “كريستال بالاس” في العاصمة البريطانية لندن، خلال أداء لمجموعة من الألحان الكنسية من أوراتوريو “إسرائيل في مصر” للموسيقار الشهير جورج فريدريك هاندل، وقام به جورج غوراند، ممثل إديسون الدولي آنذاك.

لم يكن هذا الحدث مجرد تجربة تقنية، بل لحظة ميلاد لصناعة كاملة غيّرت طريقة تفاعل البشر مع الموسيقى. فقد مكّن هذا الاكتشاف الناس للمرة الأولى من الاستماع إلى الأصوات دون الحاجة إلى التواجد في المكان، وفتح الباب أمام تسجيل الحفلات، نشر الأغاني، وتوثيق الفنون السمعية عبر الأجيال.

الأسطوانة الشمعية التي استُخدمت آنذاك كانت محدودة الإمكانات، لكنها وضعت الأساس لكل ما تبعها من تطورات في عالم التسجيلات، من أقراص الفونوغراف، إلى أشرطة الكاسيت، وصولاً إلى الوسائط الرقمية الحديثة.

ذكرى هذا اليوم لا تُحتفى بها فقط كإنجاز تقني، بل كتاريخٍ فني يُذكّرنا بأن لحظة واحدة قد تغيّر شكل الإبداع إلى الأبد.