في ليلٍ استعاد فيه الزمن نبرته الدافئة، أحيا الفنان #خالد_عبدالرحمن حفله الأخير في الرياض، مخصصًا برنامجه لأغاني التسعينات؛ العقد الذي شكّل الذاكرة العاطفية لجيلٍ كامل، وصاغ ملامح ما عُرف لاحقًا بالزمن الجميل .
حينها، في التسعينات، كان يُقال عن خالد إنه مطرب المراهقين ، توصيفٌ بدا عابرًا في حينه، لكنه اليوم يتبدّى شهادة زمن. فهؤلاء المراهقون كبروا، تبدّلت أعمارهم ومسؤولياتهم، وبقيت اغاني خالد ذاتها رفيقة الطريق. كلمات الحب الأولى، الشوق، الخسارة، والحنين… عادت لتُغنّى بأصوات جمهورٍ نضج، دون أن يفقد دهشته الأولى. في الحفل، لم تكن الأغاني مجرد استدعاء لأرشيف قديم، بل كانت إعادة وصلٍ بين مراحل العمر. كل لحنٍ قُدِّم بدا كأنه رسالة تقول إن الصدق لا يشيخ، وإن الصوت الذي خرج من وجدان الصحراء قبل عقود، ما زال قادرًا على لمس القلوب بذات النقاء. هكذا بدا خالد والشهير ب #مخاوي_الليل : ثابتًا على نبرته، وفيًا لمحبيه ، لا يساوم على هويةٍ صنعتها البساطة والعمق معًا.
الجمهور بدوره لم يأتِ ليستمع فقط؛ جاء ليُشارك. ترديد الكلمات كانه فعل واعترافٍ جماعي بأن الموسيقى الحقيقية تعبر الزمن، وأن اغاني خالد لم تكن موضة عابرة، بل حالة وجدانية مستمرة. من التسعينات إلى اليوم، ظل خالد حاضرًا في وجدان مستمعيه، لا بوصفه ذكرى، بل كصوتٍ حيّ يرافق التحوّل دون أن يفقد أصالته. هكذا أثبت الحفل أن التصنيفات تزول، وأن ما يبقى هو الصدق. مطرب المراهقين؟ زال هذا الاسم . لكن الأكيد أنه مطرب جيلٍ كامل كبر… وما زال يسمع.
رئيس التحرير









