هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب الجنسية الأمريكية من مقدمة البرامج الحوارية الشهيرة روزي أودونيل، بعد أن وجهت الأخيرة انتقادات علنية لإدارته على خلفية تعاملها مع الكارثة المناخية الأخيرة التي ضربت ولاية تكساس، وأودت بحياة 119 شخصًا.
وجاء تهديد ترامب في منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، حيث كتب: “نظرًا لأن تصرف روزي أودونيل ليس في مصلحة بلدنا العظيم، فإنني أفكر جديًا في سحب جنسيتها. إنها تشكل تهديدًا للإنسانية، ويجب أن تبقى في بلدها الرائع أيرلندا، إذا كانوا يريدونها. بارك الله في أمريكا!”
ويُعد هذا التصريح الأحدث في سلسلة من الخلافات العلنية طويلة الأمد بين ترامب وأودونيل، والتي بدأت منذ أكثر من عقد وتكررت مرارًا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
انتقادات وتحذيرات من “تيك توك”
وقد نشرت أودونيل مؤخرًا مقطع فيديو على تطبيق “تيك توك” نعت فيه ضحايا السيول التي اجتاحت تكساس، ملقية اللوم على التخفيضات الكبيرة التي أجرتها إدارة ترامب سابقًا في وكالات الأرصاد والبيئة، والتي ساهمت -بحسب قولها- في ضعف التحذيرات من الكارثة.
كما قالت إنها انتقلت إلى أيرلندا مع ابنها بداية هذا العام، بعد تولي ترامب الرئاسة للمرة الثانية، مؤكدة في تسجيل سابق أنها “لن تعود إلى الولايات المتحدة إلا حين يصبح الوضع آمنًا ويضمن حقوقًا متساوية للجميع”.
رد قانوني
رغم تهديد ترامب، فإن القانون الأمريكي لا يمنح رئيس البلاد صلاحية سحب جنسية أي مواطن وُلد على الأراضي الأمريكية. وتُعتبر روزي أودونيل مواطنة أمريكية من مواليد ولاية نيويورك، ما يجعل التهديد رمزياً وغير قابل للتنفيذ قانونيًا.
وقد ردّت أودونيل على تصريحات ترامب عبر حسابها في “إنستغرام”، قائلة إن الرئيس يهاجمها لأنها “تعارض كل ما يمثله”، في إشارة إلى مواقفه السياسية وسجله في قضايا الحريات المدنية.
خلفية الكارثة
شهدت ولاية تكساس في الرابع من يوليو سيولًا مدمرة راح ضحيتها العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال، وسط تساؤلات متزايدة حول إجراءات الطوارئ والتحذير التي سبقت الكارثة. وانتقدت تقارير إعلامية دور الحكومة الفيدرالية في تقليص تمويل الوكالات المعنية بالتنبؤ بالكوارث، مما أثّر على قدرة الدولة في مواجهة هذه الأزمة الطبيعية.