اخبار فنيةسوشيال ميديامشاهير العرب
أخر الأخبار

إبراهيم خفاجي.. تجربة سعودية فريدة من نوعها

حين نتحدث عن التاريخ الغنائي السعودي، لا يمكن تجاوز اسم إبراهيم خفاجي، الرجل الذي كتب للوطن، وللعاطفة، وللوجدان الخليجي كلماتٍ لا تزال تُغنى على المسارح وفي وجدان الناس، حتى بعد رحيله.

ولد إبراهيم عبد الرحمن خفاجي في مكة المكرمة عام 1926م، ونشأ في بيئة حجازية أصيلة، كانت تزخر بالحكايات، والنغم، والمجالس الأدبية. تلقى تعليمه في كتاتيب مكة، ثم التحق بالمعهد الفني بجدة، لكنه ما لبث أن اختار طريق الشعر، وكأنه خُلق ليكتب.

من زقاق الحجاز إلى إذاعات العرب

في خمسينيات القرن الماضي، بدأ اسمه يلمع كأحد الأصوات الشعرية التي تحمل نكهة الحجاز، لا من حيث اللهجة فقط، بل في الروح والعمق والصدق. كانت البداية من الإذاعة السعودية، حيث كتب أغنياتٍ لحنها كبار الملحنين، أبرزهم طارق عبد الحكيم، سراج عمر، وغنام الديكان.

وكان أول من غنّى من كلماته هو الفنان طلال مداح، الذي قدّم له أغنية “يا من على البعد” والتي لاقت رواجًا واسعًا، قبل أن تنطلق الشراكة التاريخية مع الفنان محمد عبده، الذي ارتبط اسمه بالأعمال الخفاجية لعقود طويلة.

“فوق هام السحب”.. نشيد وطن

أهم ما في سيرة خفاجي أنه كتب كلمات النشيد الوطني السعودي الحالي “سارعي للمجد والعلياء”، بتكليف رسمي في أوائل الثمانينات، ليُغنّى على لحن السلام الملكي الذي وُضع منذ عهد الملك عبد العزيز. كان خفاجي يدرك حجم المسؤولية، فكتب بلغة وازنة، وبروح وطنية خالصة.

قبلها، كتب أشهر الأغاني الوطنية مثل:
“فوق هام السحب”، “بلادي بلادي منار الهدى”، و”يا دارنا يا دار”، فكان شاعر الوطن قبل أن يكون شاعر الحب.

شاعر العاطفة الحجازية

لم يكن خفاجي سياسيًا، ولم يسعَ إلى الضوء، بل عاش شاعرًا خالصًا، يكتب بحسّ المتصوّف العاشق. ومن أشهر أعماله العاطفية:
“سيد أهلي” لمحمد عبده، “أبكي على ما جرالي يا هلي”، “إنتي نسيتي” لعبد المجيد عبد الله، وغيرهم.

في كلماته تجد صوت الحارة، ونبض الزقاق، ورقّة العاشق الحجازي، الذي يتغزل بنظرة، أو تنهيدة، ويكتفي ببيت شعر يحمل سحرًا لا يُنسى.

التكريم الأخير

نال إبراهيم خفاجي تكريمات عدّة، لكن الأهم كان حب الناس، وهو الذي قال ذات مرة: “ما يهمني أن يُذكر اسمي، يكفيني أن تُغنّى كلماتي ويشعر الناس بها.”

توفي في 24 نوفمبر 2017، لكن لم يمت صوته. لا تزال كلماته تُردّد كل يوم في إذاعة، في أمسية، في احتفال وطني، وفي كل قلب أحب هذا الوطن أو أحب يومًا أحدًا فيه.

https://top4top.me/UURIKS0hL6kud3P/preview

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى