مقالات مهمة
سوشيال ميديافيديومشاهير العرب
أخر الأخبار

«ولد ملكا» .. زيارة سعودية غيرت مجرى التاريخ

 

فرض تاريخ الملك فيصل نفسه على عالم الدراما، حينما اختيرت قصة سفره إلى لندن وهو في عمر 13 عاما لفيلم سينمائي، يروي قصته حينما كان مبعوثا سياسيا لوالده الملك المؤسس عبدالعزيز- طيب الله ثراه- إلى بريطانيا عقب الحرب العالمية الأولى، واستطاعت زيارته أن تغير مجرى تاريخ المنطقة، وأن تؤسس لعلاقة متينة بين البلدين، وذلك في وقت يعد من أكثر الأوقات الصعبة التي مرت بها السعودية.
الزيارة التاريخية إلى بريطانيا في 1919، يجسدها فيلم “ولد ملكا”، وهو أحد الأفلام السينمائية، التي ستعرض في السينما السعودية في سبتمبر المقبل، تزامنا مع مرور نحو قرن من الزمان على تلك الزيارة التاريخية، لتؤكد حاجة السينما والدراما إلى أعمال من هذا النوع، تسلط الضوء على تاريخ المملكة وملوكها الذين أفنوا حياتهم خدمة لأبناء وطنهم ونهضة بلادهم.

90 مليونا
بعد عرض الفيلم المنتظر “ولد ملكا” في المملكة، سينطلق بعدها إلى العالم العربي والغربي، ويظهر فيه طفل يؤدي شخصية الملك فيصل في عمر الـ13، بميزانية ضخمة بلغت 18 مليون جنيه استرليني (نحو 90 مليون ريال)، وتم تصويره بين المملكة وبريطانيا بطاقم عمل ضم 150 شخصا، منهم 80 سعوديا وسعودية.
الكاتب الرئيسي للعمل سعودي، وهو بدر السماري، إضافة إلى ري لوريجا وهنري فرتز، وإدارة المنتج الإسباني الحاصل على جائزة الأوسكار أندريس جوميز، والمخرج الإسباني أجوستي فيلارونجا، وبطولة كل من الممثلين هيرميوني كورفيلد، إد سكرين، لورانس فوكس، وجيمس فليت، إضافة إلى طفل سعودي مثّل شخصية الفيصل، وسنه ثماني سنوات هو عبدالله علي، والممثل السعودي راكان عبد الواحد.
وتتضمن حوارات الفيلم اللغتين العربية والإنجليزية، ففي أول ربع ساعة من بداية الفيلم الحديث باللغة العربية، فيما تم اختيار مجاميع الكومبارس والممثلين الذين قاموا بأدوار ثانوية بدقة شديدة، من حيث الوجه واللكنة واللون والمظهر النجدي.

قوة الشخصية
رغم صغر سنه إلا أن الفيصل كان سابقا لعصره، استقطب اهتمام العالم، وكانت كاريزما وشخصية الملوك واضحة عليه، ويجسد مقطعا ترويجيا للفيلم مدى قوة شخصية الملك فيصل ودبلوماسيته، التي بشرت بقدوم سياسي محنك منذ أول عشاء دبلوماسي له، بعد رحلة استغرقت ستة أشهر، زار فيها فرنسا وبلجيكا وبريطانيا.
ويتناول الفيلم الرحلة إلى بريطانيا، حيث فاجأ العالم بأن ظهر كقائد يتمتع بالهدوء والحكمة ورجاحة الرأي، فتوقع له زعماء العالم مستقبلا باهرا في عالم السياسة.
يقول المنتج الإسباني جوميز، الحاصل على أوسكار كأفضل فيلم أجنبي عام 1992 عن فيلم “حقبة جميلة”، إن هذا الفيلم يتوج مجهودا كبيرا بذله كل من عمل في هذا المشروع، الذي كان لمدة طويلة محل تفكير وحلم، وتم التجهيز له منذ عام 2015، حينما التقى الأمير تركي الفيصل، مضيفا أنهم بهذا الفيلم يصنعون التاريخ؛ فهو أول فيلم أوروبي يصور في السعودية.
وقال في مقابلة صحافية مع صحيفة “القبس” الكويتية إن الفيلم عرض في عدة مدن إسبانية هي مدريد وبرشلونة ومايوركا، ولاقى استحسانا كبيرا من الجمهور، وسيعرض على لجنة مديري الجوائز العالمية من أجل ترشيحه لجوائز المهرجانات السينمائية العالمية.
وبحسب تصريح للمخرج الإسباني فيلارونجا لموقع “سينيوروبا” الإخباري؛ فإن الفيلم تأخر تصويره في السعودية عن الموعد المحدد لارتفاع درجات الحرارة، والتي كانت ستعيق تصوير الفيلم وتقديمه بالشكل المميز واللائق.
وأضاف بأنه كان قلقا من هذه التجربة، لضخامة الإنتاج، الذي يعادل أربعة أضعاف ما قام به من أعمال حتى الآن، إلا أنه تحمس للتجربة، وعدها مغامرة حقيقية، رفضها مرتين، مبينا أن الفيلم يتضمن مشاهد حربية ومعارك.

سعادة سعودية
في أول تعليق سعودي على الفيلم، أعرب الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس الإدارة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاستراتيجية عن سعادته بعرض الفيلم العالمي “ولد ملكا”، وهو الفيلم، الذي عرض وبشكل خاص مرتين، بحضور نخبة من المثقفين والإعلاميين والدبلوماسيين من داخل السعودية وخارجها في شهري مارس وأبريل الماضيين، وسيكون متاحا للجمهور في دور العرض السينمائي في الرياض نهاية شهر سبتمبر المقبل.
وقدم الشكر لصناع الفيلم على ما بذلوه من جهود كبيرة في سبيل إنتاج عمل فني سينمائي محترف يليق بمكانة الملك فيصل وتأثيره في تاريخ السعودية والعالمين العربي والإسلامي على مدى أكثر من نصف قرن، مبينا أن الملك الراحل قاد بلاده بحكمة وشجاعة، وكان لمواقفه ومبادراته التاريخية تأثير مفصلي وعميق في مختلف القضايا على مستوى الوطن والمنطقة والعالم، مشيرا إلى أهمية الفيلم ودوره في تعريف الأجيال الناشئة بشخصية الملك فيصل بوصفه نموذجا للقائد التاريخي، الذي أفنى حياته في خدمة أبناء وطنه ونهضة بلاده.
وقال الأمير تركي الفيصل “بالفعل الفيصل ولد ملكا، واستطاع لفت أنظار العالم في سنوات عمره الأولى، وتصدى لتحديات كبيرة لأجل شعبه وأمته، وتنبأ لبلده بمستقبل باهر. فقد تربى في بيت علم، ونهل العلم والسياسة من والده الملك المؤسس عبدالعزيز، ومثّل والده وبلده في عديد من المؤتمرات والمناسبات المهمة، بداية بدعوة الملك جورج الخامس لزيارة لندن وسنه 13 عاما، ثم تلبيته لدعوة الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى لمؤتمر السلام في باريس”.
وتعد الأعمال الدرامية، التي تتناول حياة الملوك والعائلات الحاكمة، سواء مسلسلات أو أفلاما، من الأعمال التي تشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، كونها تكشف عن تفاصيل ووثائق بقيت سرية لسنوات طويلة، كما أنها تكشف عن حكايات إنسانية واجتماعية كونت شخصيات الملوك، ومواقف لم تكن معروفة عنهم، في قالب درامي، وليس إخباريا.
ومن هذه المسلسلات، مسلسل (The Crown)، الذي يعد سيرة ذاتية عن حياة “إليزابيث أليكسندرا ماري” الشهيرة بـ “إليزابيث الثانية”، ملكة المملكة المتحدة، وأطول الملوك حكما، والملكة السادسة في تاريخ المملكة، والمسلسل، الذي حصد جائزة الجولدن جلوب كأفضل مسلسل درامي، وعرض منه موسمان اثنان، وينتظر أن ينتج موسما ثالثا هذا العام .

المصدر :

http://www.aleqt.com/2019/07/11/article_1635296.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى