اخبار فنيةسوشيال ميديامشاهير العرب
أخر الأخبار

رحيل الروائي المصري رؤوف مسعد صاحب «بيضة النعامة»

رحل عن عالمنا، فجر يوم السبت، الروائي المصري رؤوف مسعد عن عمر ناهز 88 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً وإنسانياً غنياً، امتزجت فيه التجارب الشخصية بالتحولات السياسية والاجتماعية والفكرية، وجعلت منه واحداً من أبرز الأصوات الروائية المثيرة للجدل في العالم العربي.

وُلد مسعد في السودان عام 1937 لأبوين مصريين، حيث كان والده قساً في إحدى الكنائس هناك. ورغم أن أمه نذرته ليصبح قسيساً، فإن طريقه اتجه نحو العمل السياسي والفكري، إذ اعتنق الأيديولوجيا الشيوعية، واعتقل في شبابه بتهمة الانتماء لتنظيم يساري، وقضى سنوات في سجن الواحات، حيث تعرف إلى الروائي صنع الله إبراهيم، الذي أصبح رفيق مسيرته الأدبية فيما بعد.

بعد خروجه من السجن، عاش سنوات طويلة من التنقل بين بلدان عدة شملت بولندا والعراق ولبنان، قبل أن يعود إلى مصر ليكتب أول كتبه «صباح الخير يا وطن» عن حصار بيروت، ثم يستقر لاحقاً في هولندا منذ مطلع التسعينيات، حيث وجد فيها بيتاً مستقراً بعد سنوات من “الصعلكة” والترحال.

رغم بدايته الروائية المتأخرة، إذ نشر أولى رواياته «بيضة النعامة» عام 1994 وهو في السابعة والخمسين من عمره، ترك مسعد بصمة مؤثرة في الأدب العربي. عُرف بجرأته في تناول موضوعات الجسد والسياسة والدين، كما في رواياته «إيثاكا» و«مزاج التماسيح» و«الغرباوية» و«زهرة الصمت»، حيث مزج السيرة الذاتية بالخيال، وكسر القوالب التقليدية للرواية العربية.

امتازت أعماله بالبحث عن الحرية والعدالة الاجتماعية، وبالقدرة على تحويل تجربته الشخصية إلى نصوص أدبية كاشفة، ما جعله محط اهتمام الأوساط النقدية والأكاديمية. وقد خُصصت له دراسات نقدية عدة، أبرزها كتاب «في مرايا السرد» للشاعر جمال القصاص، الذي تناول روايته «زهرة الصمت» بوصفها نصاً يعكس المهمّش والمسكوت عنه في الشخصية المصرية.

برحيل رؤوف مسعد، يفقد الأدب العربي صوتاً متمرداً سعى طوال حياته إلى مساءلة السلطة والمجتمع والتاريخ، وبقي حتى سنواته الأخيرة وفيّاً لخياره الإبداعي المتمرد، كاتباً “من أجل الحرية”.

https://top4top.me/UURIKS0hL6kud3P/preview

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى