اخبار فنية
أخر الأخبار

“أيام الفيلم الوثائقي” تختتم فعالياتها في جدة بنجاح لافت وبمشاركة محلية وعالمية

أغلقت فعاليات برنامج “أيام الفيلم الوثائقي” ستارها مساء 7 مايو، بعد خمسة أيام من العروض المتنوعة التي احتضنتها سينما حي في منطقة جدة التاريخية، وسط أجواء ثقافية وفنية تعكس التحول المتسارع الذي تشهده السينما السعودية في التفاعل مع الفنون العالمية، واستيعاب التجارب البصرية ذات الطابع التوثيقي والإنساني.

البرنامج، الذي تنظمه سنويًا مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بالشراكة مع فن جميل، عاد هذا العام في نسخته الرابعة بقائمة أفلام تحمل في مضمونها صوت المجتمعات، وتجارب المهمّشين، ورؤى المبدعين، ضمن إطار سينمائي يعتمد على الصورة كسلاح للكشف والتأمل.

وشهدت العروض مشاركة 11 فيلماً وثائقياً من عدة دول، توزعت ما بين السعودية، فلسطين، مصر، الأردن، الولايات المتحدة، وفرنسا، حيث تميزت معظم الأعمال بالاقتراب من قضايا حساسة وشخصية، مثل الهوية، الذاكرة، النزوح، الفن، والتقاليد، في قالب بصري معاصر تجاوز الأساليب الكلاسيكية في السرد الوثائقي.

من أبرز الأفلام التي استوقفت الحضور، الفيلم التاريخي “4 فتيات صغيرات” للمخرج الأمريكي سبايك لي، الذي عاد بالمشاهد إلى واحدة من أحلك لحظات التمييز العنصري في أمريكا، مقدماً توثيقًا مؤلمًا لحادثة تفجير كنيسة عام 1963 أودت بحياة أربع طفلات. كما تميّز فيلم “داهومي” للمخرجة السنغالية ماتي ديوب بطرح موضوع إعادة الآثار الإفريقية من المتاحف الأوروبية إلى بلدانها الأصلية، في إطار تأملي حول معنى الاسترداد الثقافي والهوية المنهوبة.

من السعودية، برز فيلم “كيموكازي” للمخرج عبدالرحمن بتاوي، الذي سلّط الضوء على حياة فنان الجرافيتي كيمو، كاشفًا جانبًا من صراعات الفن الحضري مع الواقع الاجتماعي، في لغة تجمع بين التوثيق والاعتراف. كذلك، شهدت العروض السعودية أفلامًا لمخرجين شباب، عبّروا عن قضاياهم من خلال أساليب إخراجية جديدة وموضوعات مرتبطة بالبيئة المحلية.

وفي فلسطين، جاء فيلم “يلا باركور” للمخرجة عريب زعيتر، الذي روى بحس بصري رشيق كيف يتحوّل الباركور إلى فعل مقاومة يومي في شوارع غزة، حيث يصبح الجسد وسيلة للهروب، وللبحث عن مساحة حرة في مدينة محاصرة. أما من مصر، فقدّم فيلم “رفعت عيني للسماء” تجربة نادرة توثق نضال مجموعة من الفتيات القبطيات لتأسيس فرقة مسرحية، متحديات الأعراف والتقاليد في جنوب البلاد.

وضم البرنامج أيضًا الفيلم الأردني “احكيلهم عنا” للمخرجة رند بيروتي، والذي يعرض تجارب فتيات مهاجرات يعشن بين الحنين إلى الوطن والتأقلم في ألمانيا. فيما استعرض الفيلم الفرنسي “ماي واي” حكاية الأغنية الشهيرة لفرانك سيناترا، وتحوّلاتها من أغنية فرنسية محلية إلى نشيد عالمي للتمرد الفردي.

وفي كلمتها الختامية، قالت زهرة أيت الجمر، رئيسة قسم السينما في فن جميل:
“السينما الوثائقية لم تعد مجرد وسيط معلوماتي، بل تحوّلت إلى حوار بصري يعيد تشكيل وعينا، وهذه النسخة كانت شاهدًا على أن الجمهور السعودي متعطش لهذا النوع من السرد العميق.”

يُذكر أن “أيام الفيلم الوثائقي” تُعد من المبادرات القليلة في المنطقة التي تتيح منصة دورية للأفلام الوثائقية، وتفتح المجال أمام صُنّاع الأفلام الجدد للالتقاء، ومناقشة أعمالهم، وتبادل الخبرات في بيئة مهنية وثقافية خصبة.

https://top4top.me/UURIKS0hL6kud3P/preview

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى