مقالات مهمة
اخبار فنيةسوشيال ميديافيديومشاهير العربمقالات
أخر الأخبار

سعد جمعه .. خلف السوار

 

قبل ايام كنت في سيارتي وفجأه مرت علي اغنيه عاطفيه شعبيه جميله  ( خلف السوار ) للفنان الكبير سعد جمعه ، إسترجعت الكثير من الذكريات وانا استمع لكل ترنيمه من الفنان سعد وبصوته الجميل ، تذكرته وقررت محادثة هذا الرمز الفني الذي غيب تماماً عن المشهد الفني لكنه بالتأكيد كان ومازال حاضراً في الوجدان وفي قلوب من تعلقوا بصوته  ، جرت مكالمه هاتفيه بيني وبينه واسترجعت الكثير من حديثه العفوي والذي يحوي ايضا ثقافه فنيه عميقه قلما تجدها في فنان .

سألته عن صحته وحضوره فأجابني انا الحمدلله بألف خير ولكني اعاني كثيرا من الإهمال والتهميش من جهات مختلفه ،  واستطرد جمعه في وصفه للساحه الفنيه  بالرائعه  ( على الرغم من كل مايراه من جحود ونكران ) ، ومازال فيها بارقة أمل بحضور النجوم الكبار امثال محمد عبده وعبدالمجيدعبدالله وخالد عبدالرحمن وراشد وعبادي  ورابح صقر .

له رأي في بعض الفنانين اضحكني كثيراً ، لكنني لن اذكره لأنه غير صالح للنشر بينما سوف اذكر جزء من الحديث الشيق الذي جرى بيني وبينه وبأنه هو المتسبب في كل ماحدث للساحه الفنيه من موجه شبابيه فقد قال  لي :

انا للأسف من ادخلت الأغنية الشبابيه البسيطه للساحه الفنيه السعوديه بأعمال خالد الهياس ومنها دوشه وحكم علي زماني وياليتني لم ادخلها فقد اصبحت الآن موضه لايمكن الإستغناء عنها في كل البوم .

سألته عن جمال اغنية خلف السوار فقال : هذه الأغنية بسيطه ، الأمر الذي جعلني استغرب من رأيه فهذه الأغنية تحديداً  بالرغم من عدم إلمامي الكامل بالغناء الشعبي لكنني اجدها الأبرز والأهم والأجمل والتي ساهمت أيضاً في حضوره فنيا وقد اطلقها بعد غزو الكويت بفتره بسيطه على حد قوله  .

سعد جمعه يمتلك طاقه فنيه هائله ومساحات صوت مخيفه وحضور جميل لم يفقد بريقه حتى وإن اقصي عن الساحه لظروف قاهره لايحب الإفصاح عنها  ، لكنني اجده انه سيد الساحه الشعبيه في هذا الوقت وبلامنازع ولديه من الرصيد الكافي لكي يحتل هذه المكانه في قلوب الجماهير .

كيف لهذا الرمز الفني ان يغيب وان لايكون له مشاركات او حضور مع انني اعلم تماما انه يحيى الحفلات الفنيه الخاصه بإستمرار  ومازال كدينمو محرك لكل الجلسات الجميله والتي يطلق فيها عواطفه واغانيه بكل صدق .

سعد جمعه قامه فنيه في الغناء الشعبي لايمكن تجاوزها فصوته المختلف جدير بأن يستمر ، ولابد ان يعطى الإهتمام الكافي فهؤلاء النجوم اللذين يعيشون في الظل من الأجدر بنا ان نقوم بتكريمهم وتقديمهم كما يتمنون في حياتهم ، وهم حاضرين بيننا ولا نكتفي بحضورهم  في برامج يظهرون فيها على إستحياء ليشتكوا من جور الزمن عليهم ، وحقيقة اشكر كل من يحاول إبراز هذا الجمال في برامجه سواء كان الزميل محمد الخميسي او الزميل محمد احمد عسيري فقلوب هؤلاء مليئه بالحب تعطي بدافع الفن وتقدم الفن الجميل بكل صوره واشكاله  .

الغناء الشعبي في مصر وفي لبنان مازال يواصل حضوره حتى وإن كانت الأغاني في مصر عليها ملاحظات ، فما بالك بفنان يهتم بالفكره التي تقدم والموسيقى التي تلمس الوجدان وبصوته الذي مازال كزهرة جميله لم يتسلل لها الذبول  .

سعد جمعه يواصل الركض هذه الأيام لتسجيل اعمال غنائيه منفرده على حسابه الخاص وهو يعلم تماماً ان ليس لها اي مردود مادي في زمن قرصنة الكاسيت ، لأنه لايمكن ان يعرض اعماله على احدى شركات الانتاج الفني ( السعودية ) والمتسيده الساحه في هذا الوقت فهي لاترحب كما ذكر بالمطربيين الشعبيين .

هذه الفئه الفنيه المطحونه من لها  ؟

ومن يخرجها من هذه الأزمات سواء كانت ماديه او معنويه ؟ ،  حتى وإن غاب المال فالتقدير احياناً يكون له بالغ الأثر في النفس   ، مع اني ارى ان اغلبية الفنانين الكلاسيكين يعيشون في بحبوحه من العيش وتفرد لهم مساحات في الحفلات الفنيه حتى وإن كان عطائهم صفر ونتاجهم الفني لاقيمة له ، والبعض الآخر يزج به في الحفلات لقربه من بلاط اصحاب النفوذ في الشركات الفنيه فيمنحونهم اكثر من قيمتهم واكثر مما يستحقون  .

بعد كل هذا الحديث الجميل وهذه الأفكار التي دارت في رأسي قررت ان اعود في النهايه لأغنيتي خلف السوار  وكأني ارى سعد جمعه يغنيها من خلف السوار بعد مسيرة نجاحات كبيرة وحافله بالعطاء،  والذي سوف يظل مغروساً كلما تغنى : خلف السوار اقضي بقية حياتي .

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى