منذ أكثر من نصف قرن، تواصل الفنانة المصرية بوسي حضورها المميز على الساحة الفنية، محتفظة بمكانتها بين كبار الممثلات، ومقدّمة أعمالًا تركت بصمة عميقة في ذاكرة الجمهور. ولدت بوسي في القاهرة يوم 26 نوفمبر 1953 باسم صافيناز مصطفى قدري، وبدأت مشوارها الفني وهي لا تزال طفلة صغيرة، حيث ظهرت في عدد من الأفلام في مطلع الستينيات، قبل أن تنطلق بقوة في مرحلة الشباب لتصبح من أبرز نجمات السبعينيات والثمانينيات.
قدّمت بوسي في السينما مجموعة واسعة من الأفلام التي صنّفت كأعمال خالدة في تاريخ الفن المصري، من بينها العاشقة، الأقوياء، أنياب، وحبيبي دائمًا الذي جمعها بزوجها الفنان نور الشريف في واحد من أشهر الأدوار الرومانسية في تاريخ السينما العربية. وبرعت بوسي في تقديم شخصيات متنوعة، من الفتاة الرومانسية الحالمة إلى المرأة القوية المتمردة، مرورًا بالأم المكافحة والزوجة التي تواجه تحديات الحياة.
وعلى الشاشة الصغيرة، واصلت بوسي تألقها عبر أدوار بارزة في مسلسلات تركت أثرًا لدى المشاهدين، مثل الرحايا مع نور الشريف، قصر العشاق، الزيبق مع كريم عبد العزيز، وقيد عائلي، حيث قدّمت نماذج واقعية لشخصيات نسائية قريبة من الجمهور.
الحياة الشخصية لبوسي كانت مرتبطة طويلًا بالوسط الفني، فقد ارتبطت بقصة حب وزواج من الفنان الكبير نور الشريف، التي بدأت عام 1972 واستمرت عقودًا أثمرت عن ابنتين هما مي وسارة. ورغم انفصالهما لفترة، إلا أن علاقتهما عادت أقوى حتى وفاته في عام 2015، لتبقى بوسي رمزًا للوفاء والشراكة الإنسانية والفنية.
خلال مسيرتها الطويلة، حصلت بوسي على تكريمات وجوائز عدة تقديرًا لعطائها وإسهاماتها في إثراء السينما والدراما المصرية والعربية. واليوم، ورغم ابتعادها النسبي عن الأضواء، تظل بوسي واحدة من الأسماء التي لا تغيب عن ذاكرة الفن، وأيقونة نسائية جسّدت بصدق ملامح المرأة المصرية في مختلف حالاتها.
