يُعد الفنان السعودي حمد المزيني واحداً من الأسماء البارزة في تاريخ الدراما والمسرح السعودي، بل ومن الجيل المؤسس الذي أسهم في وضع ملامح الهوية الفنية في المملكة. وُلد المزيني في 10 يونيو 1945 بمدينة عنيزة، حيث نشأ في بيئة تقليدية بسيطة قبل أن ينطلق في مسيرة طويلة امتدت لأكثر من أربعة عقود ترك خلالها بصمة لا تُنسى.
من التعليم إلى الفن
بدأ المزيني حياته العملية معلّماً في وزارة التربية والتعليم، وهو ما انعكس لاحقاً على شخصيته الفنية التي اتسمت بالجدية والالتزام. لكن شغفه بالفن كان أقوى، فقرر أن يخوض غمار التمثيل منتصف السبعينيات، ليجد مكانه سريعاً بين كبار الفنانين السعوديين.
أعمال راسخة في الذاكرة
شارك المزيني في مجموعة واسعة من المسلسلات والأعمال المسرحية التي لا يزال الجمهور يتذكرها حتى اليوم، ومن أبرزها:
طاش ما طاش: العمل الأشهر خليجياً، والذي ارتبط اسمه به عبر تجسيده لشخصيات اجتماعية متنوعة.
عائلة أبو رويشد: الذي قدّم فيه شخصية مميزة أثرت الوعي الدرامي لدى المشاهد السعودي.
الدنيا دروب والضيف الغريب: وهما من الأعمال التي رسخت مكانته كفنان قادر على التنقل بين الكوميديا والدراما بسلاسة.
بصمة فنية وإنسانية
ما ميّز المزيني لم يكن فقط قدرته على التمثيل، بل حضوره الإنساني وروحه المرحة التي انعكست في علاقاته بزملائه والجمهور على حد سواء. كان فناناً يحمل هموم مجتمعه ويجسدها ببساطة، مما جعله قريباً من الناس ومعبّراً عن حياتهم اليومية.
إرث فني خالد
مع رحيله، يترك المزيني خلفه إرثاً فنياً غنياً يشهد على مسيرة حافلة بالعطاء. فقد كان جزءاً من الجيل الذهبي للفن السعودي الذي أسس لمرحلة جديدة في تاريخ الدراما المحلية، وأسهم في نشرها خليجياً وعربياً. سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الجمهور كأحد أعمدة الفن الذين خدموا وطنهم بفنهم الصادق.
