اخبار فنيةسوشيال ميديامشاهير العرب
أخر الأخبار

أنور وجدي.. الأسطورة التي سبقت زمنها

في مثل هذا اليوم، 14 مايو، ترجل أحد أعظم نجوم الفن العربي.. الفنان الشامل أنور وجدي، الذي لم يكن مجرد وجه على الشاشة، بل كان مصنعًا كاملاً للفن: ممثلًا، كاتبًا، مخرجًا، ومنتجًا سبق عصره بأشواط.

ولد أنور وجدي في القاهرة عام 1904، في وقت لم تكن فيه السينما قد وجدت طريقها بعد إلى وجدان الجمهور العربي. لكنه كان يرى أبعد من زمنه. التحق بفرقة رمسيس المسرحية التي أسسها يوسف وهبي، ومنها انطلق نحو الشاشة الفضية كواحد من أوائل من آمنوا بأن الفن ليس مجرد تمثيل.. بل رسالة وصناعة كاملة.

الفتى الأول الذي لا يُنسى

في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، كان أنور وجدي “الفتى الأول” بامتياز. وسامته، ذكاؤه الفني، قدرته على المزج بين الدراما والكوميديا، جعلته نجم الشباك الأول في السينما المصرية. تألق في أعمال لا تزال تُعرض حتى اليوم وكأنها وُلدت بالأمس، أبرزها:

  • غزل البنات

  • قلبي دليلي

  • الوحش

  • أمير الانتقام

  • ريا وسكينة

كانت تلك الأفلام بمثابة مدارس في الأداء والإخراج والإنتاج.

صاحب الرؤية الإنتاجية

لم يكتف أنور وجدي بالتمثيل، بل أسس شركته الخاصة للإنتاج، وقدم من خلالها أعمالاً كان يسيطر على كل تفاصيلها، من السيناريو إلى الإخراج. ولعل الأهم، هو إدراكه المبكر لقيمة أفلام الأطفال، حين قدم الطفلة فيروز في أفلام مثل دهب وياسمين، واضعًا حجر الأساس لما يُعرف اليوم بـ “سينما الطفل” في العالم العربي.

الحب والفن

تزوج أنور وجدي من النجمة ليلى مراد، وشكّلا معًا الثنائي الذهبي في الفن والحياة. قدّما أنجح الأفلام الرومانسية والغنائية، لكن زواجهما لم يدم طويلًا، وانتهى بالطلاق رغم الحب الكبير. ثم تزوج من الفنانة ليلى فوزي، التي ظلت إلى جانبه حتى وفاته.

الرحيل الموجع

في سنواته الأخيرة، عانى أنور وجدي من مرض في الكلى، وسافر مرارًا للعلاج خارج مصر، لكن المرض كان أقوى. رحل في مثل هذا اليوم، 14 مايو 1955، تاركًا خلفه فراغًا كبيرًا في السينما، وإرثًا فنيًا لا يُقدّر بثمن.

إرث لا يُنسى

أنور وجدي لم يكن مجرد نجم، بل رائدًا، مؤسسًا، ورؤية سابقة لعصرها. مثّل، أخرج، كتب، وأنتج، وفتح الباب أمام فكرة أن الفنان يستطيع أن يملك زمام صناعته كاملة. لا يزال اسمه يُذكر كلما تحدّثنا عن زمن الفن الجميل، ليس فقط كأحد رموزه، بل كأحد بناة مجده الحقيقيين.

https://top4top.me/UURIKS0hL6kud3P/preview

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى