جودي فوستر وروبرت داوني جونيور تربطهما علاقة مهنية وإنسانية طويلة، بدأت منذ أن أخرجت فوستر فيلم Home for the Holidays عام 1995، حيث لعب داوني دور “الخروف الأسود” في الأسرة. واليوم، يتقاطع مسارهما من جديد، بعد أن ترشح كل منهما في فئة أفضل ممثل/ة مساعد/ة في جوائز الأوسكار 2024 — فوستر عن دورها كمدربة سباحة مشجعة في Nyad، وداوني الذي فاز بالجائزة عن تجسيده لمسؤول حكومي شرير في Oppenheimer.
كما لعب كل منهما دورًا بارزًا في مسلسلات HBO الأخيرة؛ جودي ظهرت كمحققة صارمة في True Detective: Night Country، بينما تقمّص داوني أربعة أدوار مختلفة في مسلسل The Sympathizer، مقتبس من رواية ما بعد حرب فيتنام.
داوني: تتذكرين لما كنت أنا وديلان ماكديرموت نتصرف بجنون وقت البروفات لفيلم Home for the Holidays؟ انزعجتي وقتها، أتذكر كيف وضعتينا عند حدّنا؟
فوستر: لا أذكر، بس كنت متعودة أشتغل مع الأطفال، فكنت أقول لهم: “إذا تحركت، بدعس على رجلك بقوة.”
داوني: لما تبدأ حياتك المهنية من الصغر، تكون مبرمج إنك تاخذ التوجيهات… مو شرط تنفذها، لكنك تستمع.
فوستر: البداية المبكرة هدية… وأيضًا نوع من الاستغلال.
داوني: أعشق الجانب المؤذي في الموضوع!
فوستر: فيك جنون جميل، تحب تكون في اللحظة، حر بالكامل، وهذا شيء أتمنى أكون عليه.
داوني: أتذكر مشهد الديك الرومي، لما طيّرته وضرب الشخص الوحيد التعيس في الفيلم!
فوستر: حقنّاه بعصارة لدرجة إنه يوم طاح، صارت كارثة مقرفة… وكانت واحدة من أحلى اللحظات بفضل طاقتك المجنونة.
ذكريات ومسارات متعاكسة:
تتأمل فوستر: “بدأنا في نفس المكان كأطفال ممثلين، لكنك جيت للحياة بحرية، وأنا بالبداية كنت مجرد منفذة، ألتزم بما يُطلب مني. مع الوقت تعلمت أكون أكثر تحررًا.”
يرد داوني ممتنًا: “كتبتِ لي رسالة عن تشابلن ودقته. كانت نبوءة. أثّرتِ فيّ كثيرًا.”
الفن والمعنى:
تقول فوستر: “أحب كيف أن الأعمال الفنية اليوم تحاول إعادة التوازن لمن يروي القصة. The Sympathizer يعيد سرد حرب فيتنام من وجهة نظر الفيتناميين، وليس من وجهة نظر الأميركيين.”
ويرد داوني: “المخرج بارك تشان-ووك طلب مني أجسّد كل الشخصيات الأميركية. كان مشروعًا جريئًا للغاية.”
🌨 التصوير في ظروف قاسية:
عن تصوير Night Country تقول فوستر: “58 ليلة في طقس جليدي… كنا نصوّر في خزان عملاق، وظّفت غواصًا حرًا ليعلمني كيف أتنفس تحت الماء. لم أكن أرى شيئًا… كانت لحظة رعب حقيقية.”
والعودة لآيرون مان؟
سألها داوني ممازحًا: “تفكرين ألبس البدلة من جديد؟”
فأجاب: “آيرون مان جزء من حمضي النووي. هو أكثر شخصية تشبهني، رغم أنه أروع مني بكثير. أصبحت أكثر تقبلاً للفكرة الآن.”
وفي الختام، يقول داوني: “بين Nyad وNight Country، وبين Oppenheimer وThe Sympathizer… أعتقد أننا نبدو جيدين حقًا. كنت أشوف الصور وأقول: ما زلنا نبدو رائعين!”