في مثل هذا اليوم الرابع من مايو نحتفل بذكرى ميلاد الموسيقار اللبناني الكبير عاصي الرحباني الذي وُلد عام 1923 في بلدة أنطلياس شمال بيروت ويُعد أحد أبرز روّاد الموسيقى العربية الحديثة فقد شكّل مع شقيقه منصور ثنائية فنية استثنائية تحت اسم الأخوين رحباني وقدما معًا أعمالًا خالدة صنعت مجدًا موسيقيًا ارتبط باسم فيروز التي كانت شريكته في الفن والحياة
نشأ عاصي في بيئة لبنانية أصيلة غنية بالتراث الشعبي والأغاني الفولكلورية ما انعكس على أعماله التي جمعت بين الأصالة والحداثة بدأ مسيرته من الإذاعة اللبنانية وهناك تعرّف إلى فيروز التي أصبحت صوته الدائم ونجمته الأبدية فكتب لها ولحن أجمل الأغاني التي أصبحت جزءًا من الوجدان العربي .
تميّز عاصي بأسلوب موسيقي يمزج بين الإيقاعات الشرقية والنفَس المسرحي المتكامل وكان من أوائل من استخدموا الموسيقى كأداة درامية ضمن المسرح الغنائي العربي فأبدع في أعمال مثل بياع الخواتم جسر القمر وناس من ورق كما عمل على تطوير الموسيقى اللبنانية وأدخل عليها عناصر أوركسترالية غربية دون أن يفقد هويتها
في عام 2023 أُقيمت فعاليات فنية وثقافية كبرى في الذكرى المئوية لميلاده حيث شهدت بيروت وعدد من العواصم العربية إعادة إحياء أعماله المسرحية وإقامة ندوات ومعارض توثق مسيرته وإرثه الفني كما كرّمته المؤسسات الثقافية باعتباره أحد أعمدة الفن العربي الحديث
عاصي الرحباني لم يكن مجرد ملحن بل كان مشروعًا فنيًا متكاملًا نقل الأغنية من الطرب الفردي إلى الفضاء المسرحي الرحباني الجامع بين الشعر والموسيقى والدراما ولا تزال أعماله مصدر إلهام لكل من يسعى إلى التجديد الأصيل في عالم الفن العربي
