اخبار فنيةسوشيال ميديامشاهير العرب
أخر الأخبار
كارافاجيو (ولد عام 1571): أحدث كبار الرسامين القدماء، وأكثرهم إثارة
الفن العالمي المعاصر – خاص نجمك
رغم أن أحد معاصريه وصفه بأنه “الرسام الأبرز في روما” (egregius in urbe pictor)، إلا أن كارافاجيو سقط من دائرة الاهتمام بعد وفاته بعدة عقود. ففي عام 1660، وصفه بوسان بقسوة قائلًا إنه “جاء إلى العالم ليُدمّر الرسم.” لكن لم تبدأ مسيرته نحو الاستعادة الحقيقية إلا بعد الحرب العالمية الثانية، حين شرع مؤرخ الفن الإيطالي روبرتو لونغي في مشروع طويل لإعادة الاعتبار إليه. ومنذ ذلك الحين، لم يعد العالم يُزيح عينيه عن كارافاجيو.
معرض “كارافاجيو 2025” المقام في قصر باربيريني في روما، يجمع نحو 24 لوحة من أعماله المعروفة (والتي يُقدّر عددها بحوالي 60 لوحة)، قادمة من مجموعات فنية إيطالية وعالمية. هذه الأعمال تغطي الفترة من وصوله إلى روما في 1595 (أحدث مما كان يُعتقد سابقًا) وحتى وفاته عام 1610، عن عمر ناهز 38 عامًا فقط. ومع استمرار اكتشاف اللوحات المنسية، فإن تراثه ينمو. واحدة من هذه اللوحات المعروضة، Ecce Homo، تم اكتشافها عام 2021 في مزاد بإسبانيا، وأخرى – وهي نسخة أقل شهرة من صورة مافيو باربيريني – لا تزال موضع نسبة غير مؤكدة. ومع احتساب اللوحات الأخرى المنتشرة في كنائس ومتاحف المدينة، وسقف كازينو بونكومباني لودوفيزي الذي بات متاحًا للزوار، يمكن الآن رؤية قرابة ثلثي إنتاج كارافاجيو الفني في رحلة واحدة إلى روما حتى 6 يوليو.

السيرة الفاضحة جزء لا يتجزأ من جاذبيته المستمرة.
الاسم الحقيقي للفنان كان ميكيلانجلو ميريسي، وقد أخذ اسم كارافاجيو من قرية لومباردية حيث كان يعمل والده. عُرف في روما بقدر ما عُرف بأعماله، بتصرفاته العنيفة والمشينة: كان يحمل سيفًا دون ترخيص، وسُجن ذات مرة لأنه رمى طبق خرشوف (وربما شتيمة) في وجه نادل. وفي نهاية المطاف، هرب من المدينة بعد أن قتل أحد صغار المجرمين إثر شجار نشب بسبب مباراة تنس! حُكم عليه بالإعدام، ففرّ إلى نابولي، ثم إلى مالطا حيث انضم إلى فرسان مالطا، لكنه سُجن هناك وهرب متدليًا من جرف إلى قارب بانتظاره. تنقل بعدها إلى صقلية، ثم عاد إلى نابولي، حيث تعرّض لهجوم مفاجئ شوه وجهه “بما لا يُعرف معه.” توفي لاحقًا بالملاريا، وحيدًا، وهو في طريق عودته إلى روما.
وأعماله – وإن لم تكن سيرة ذاتية مباشرة – تعكس هذا الاضطراب.
كثير من لوحاته تتضمن صورًا ذاتية مخفية، مثل ديفيد ورأس جوليات، التي رسمها عام 1606 أثناء محاولته نيل العفو، حيث استخدم وجهه كرأس جوليات المقطوع – كأنه يعرض نفسه للمشاهد، بصورة دموية تنبئ بما سيحدث له لاحقًا.
لكن ما يجعل أعمال كارافاجيو تتجدّد مع الزمن، هو أسلوبه الفريد.
أعماله تستدعي حضورًا إنسانيًا حادًا، ومع ذلك تخلق عالمًا انعكاسيًا خالصًا، عالم الصورة فقط. المعرض يبدأ بلوحة نارسيس (1597–1598) التي تُجسّد هذا الانبهار بالانعكاس والمظهر. تقنيته المذهلة تطرح أسئلة أكثر مما تجيب، خاصة في سياق روما المانوية، حيث كان “الجمال المتخيّل” هو النموذج الأعلى، بينما أصرّ كارافاجيو على رسم الحياة كما هي.










