اخبار فنيةسوشيال ميديامشاهير العربمقالات
أخر الأخبار

نوال الزغبي… ذهبية الصوت التي صنعت مدرسة خاصة في الغناء العربي

عندما يُذكر اسم نوال الزغبي، يتبادر إلى الأذهان فورًا ذلك الصوت الذهبي الذي امتلك نكهة خاصة ميّزها عن غيرها من نجمات جيلها. فهي لم تكن مجرد مطربة عابرة، بل صارت حالة فنية عربية متكاملة استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة ثابتة على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

صوت لا يشبه سواه

صوت نوال الزغبي يجمع بين العذوبة والقوة، فهو صوت قادر على أداء المقامات الشرقية برشاقة، وفي الوقت نفسه ينسجم مع الألحان العصرية الخفيفة. تمتلك طبقة صوتية متوسطة تميل إلى الحدة، لكنها تضيف لها نكهة أنثوية تجعل أداءها مليئًا بالشجن والرومانسية. لذلك يُصنَّف صوتها كـ صوت ذهبي مميّز قادر على إيصال الإحساس حتى في أبسط الجمل اللحنية.

تعاونات صنعت التاريخ

عرفت نوال الزغبي قيمة اختيار الملحنين والشعراء، فعملت مع كبار صناع الأغنية العربية مثل:

  • الملحن صلاح الشرنوبي الذي قدّم لها ألحانًا طربية عصرية رسخت حضورها.

  • الملحن سمير صفير الذي شكّل معها ثنائياً ناجحاً في التسعينيات.

  • الملحن طارق أبو جودة الذي ساهم في صناعة العديد من أغانيها الناجحة وكان بمثابة مستشار فني لها.

هذه التعاونات لم تكن مجرد أغانٍ ناجحة، بل شكّلت مدرسة خاصة جمعت بين الحداثة والطرب، وأعطت للأغنية اللبنانية بُعدًا جديدًا انتشر عربيًا.

الديو التاريخي مع وائل كفوري

في منتصف التسعينيات، قدّمت نوال مع وائل كفوري ديو مين حبيبي أنا، وهو من أبرز الأعمال الثنائية في الغناء العربي الحديث. الأغنية لم تكن مجرد نجاح، بل تحوّلت إلى أيقونة عاطفية لا تزال تُتداول حتى اليوم. وقد ساعد هذا الديو على تعزيز مكانة نوال كنجمة لا تبحث فقط عن الأغنية الفردية، بل أيضًا عن التجارب التي تُخلّد في الذاكرة.

تجربة الأغنية الخليجية

لم تكتفِ نوال الزغبي باللون اللبناني أو المصري، بل خاضت تجربة جريئة في التسعينيات بتقديم الأغنية الخليجية.

  • أغنية “غريب الراي” كانت محطة مهمة، إذ قدّمتها بلهجة خليجية أصيلة مع أداء مليء بالشجن، وحققت انتشارًا واسعًا في الخليج والسعودية بشكل خاص.

  • كما قدّمت أغنية “كلام الليل” التي أظهرت قدرتها على التماهي مع الإيقاعات الخليجية والقصيدة العاطفية، فأثبتت أنها ليست مجرد مطربة لبنانية، بل صوت عربي شامل يستطيع أن يخاطب جمهورًا متعدد اللهجات والثقافات.

هذا التوجّه عزّز مكانتها كنجم عربي أول، وفتح لها أبواب المهرجانات الخليجية، حيث صارت واحدة من أكثر الفنانات حضورًا في حفلات السعودية والكويت والبحرين.

انتشار عربي واسع

على مدى مسيرتها، تركت نوال الزغبي بصمة واضحة في العالم العربي بفضل مجموعة من الأغاني التي حققت انتشارًا واسعًا ورسّخت مكانتها، ومن أبرزها:

  • عايزة الرد التي شكّلت انطلاقتها الأولى وعرّفت الجمهور بصوتها.

  • بلاقيه في زماني التي انتشرت بشكل كبير وأثبتت أنها قادرة على المنافسة.

  • مين حبيبي أنا (مع وائل كفوري) التي تحوّلت إلى أيقونة عاطفية عربية.

  • الليالي التي ما زالت من أجمل الأغاني الطربية العصرية في التسعينيات.

  • ما عندي شك ووعدي لعيونك من ألبوم الليالي اللذَين انتشرا في الخليج ومصر.

  • عينيك كدابين التي أثبتت عودتها القوية في منتصف الألفية.

  • ياما قالوا التي جمعت بين أكثر من لهجة عربية فزادت من انتشارها.

  • ألف ومية التي تصدّرت قوائم الاستماع في مصر ولبنان والخليج.

هذه الأعمال لم تكن مجرد أغانٍ ناجحة، بل محطات صنعت شخصية نوال الزغبي الفنية ورسّختها كنجمة عربية جامعة.

التقييم الفني

يُجمع النقاد على أن نوال الزغبي تمتلك صوتًا صادقًا، ليس بقوة الأصوات الطربية الكلاسيكية، لكنه صوت مرن وذكي يعرف كيف يخدم الأغنية. وهي بارعة في التكنيك الغنائي، إذ تتقن اللعب بالطبقات الصوتية العالية دون فقدان الإحساس. لذلك صُنفت كإحدى أبرز الأصوات النسائية في الأغنية العربية الحديثة.

خلاصة

نوال الزغبي ليست مجرد “نجمة ذهبية” بالاسم، بل ذهبية بالفعل، لأنها استطاعت أن تحافظ على بريقها وسط تغيرات كبرى في الساحة الفنية، وأن تقدم فنًا متجددًا يجمع بين قوة الصوت وجمال الاختيار. إنها صوتٌ لا يصدأ، واسمٌ سيبقى علامة مضيئة في تاريخ الموسيقى العربية.

 

رئيس التحرير : حسن النجمي 

https://top4top.me/UURIKS0hL6kud3P/preview

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى