في مثل هذا اليوم، 25 مايو 2017، ترجل الموسيقار السوري الكبير سهيل عرفة عن خشبة الحياة، تاركًا وراءه إرثًا موسيقيًا خالدًا غنّى به الوطن، وغنّت معه أجيالٌ من كبار المطربين.
ولد عرفة في حي الشاغور بدمشق عام 1935، وبدأ مسيرته الفنية كمغنٍ بسيط في الإذاعة، قبل أن يكتشف أن قلبه الحقيقي ينبض في التلحين. منذ أولى ألحانه التي قدّمها لفهد بلان في “يا بطل الأحرار”، أدركت الساحة الفنية أن صوت دمشق وجد من يعزف عليه.
أكثر من 1300 لحن وقّعها سهيل عرفة، بصوته الداخلي وبقلبه، ووزّعها على حناجر الكبار: صباح فخري، شادية، صباح، فهد بلان، وديع الصافي، نجاح سلام، وابنته المبدعة أمل عرفة، التي لحّن لها أجمل أغانيها الوطنية.
لم يكن سهيل عرفة مجرد ملحن، بل كان مؤرخًا شعبيًا للمزاج العربي، عرف كيف يضع اللحن في قلب الناس، وكيف يسرّب الروح في مفردة عادية لتصبح نشيدًا.
كتب الموسيقى التصويرية لعشرات المسلسلات السورية مثل “أيام شامية”، و”أبو كامل”، وشارك في صياغة ذاكرة الدراما كما صاغ ذاكرة الطرب.
نال العديد من الجوائز، منها وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وكرّمه مهرجان الرواد العرب، كما حصل على الجائزة الذهبية في مهرجان إيطالي عالمي عن أغنيته الشهيرة للأطفال “غنوا معنا يا أطفال العالم”.
في ذكرى رحيله، لا نرثي سهيل عرفة، بل نحتفل بإرثه العظيم، فبعض الألحان لا تموت، وبعض الملحنين لا يُودَّعون.. بل يبقون في خلفية الحياة، يعزفون لنا دون توقف.